روى الترمذي عن الرسول ( عليه الصلاة و السلام ) أنه قال :
"نزل الحجر الأسود من الجنة و هو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم ".
كلنا أو أغلبنا سمع بقصة اختلاف العرب على وضع الحجر الأسود حتى حكموا
الرسول ( عليه الصلاة و السلام ) فطلب رداء فوضع الحجر وسطه و طلب من
رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعا بأطراف الرداء و أمرهم أن
يرفعوه ، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده ، فوضعه في مكانه ، فرضي
القوم بهذا الحل .
من سمع بهذه القصة قد لا يعلم أن هذه ليست آخر مرة أعيد فيها وضع الحجر الأسود في الكعبة ،،
لقد حدثت مرة أخرى لكن مع اختلاف السبب ، ففي عهد قريش كان القوم قد انتهوا للتو من إعادة بناء الكعبة .
أما الحادثة الأخرى فكانت عام بعدما قامت دولة القرامطة ( حركة باطنية
هدامة ) على يد مؤسسها الحقيقي سليمان بن الحسن بن بهرام و يعرف بأبي طاهر
الذي استولى على كثير من بلاد الجزيرة العربية و دام ملكه فيها 30 سنة .
انظروا ما ذا فعل هذا المجرم من أعمال رهيبة :
1_ فتك بالحجاج حين رجوعهم و نهبهم و تركهم ضاحين حتى هلكوا في الصحراء .
2_ ملك الكوفة ستة أيام فاستباحها و أعمل فيها المجازر بسيفه .
3_ و هو المعني هنا ،،، حيث هاجم مكة عام 319هـ ، وفتك بالحجاج ، وهدم بئر
زمزم ، و ملأ المسجد بالقتلى ، ونزع الكسوة ، وقلع باب البيت ، واقتلع
الحجر الأسود ، وسرقه إلى الأحساء ( مدينة في شرق السعودية ) وبقي هناك
(قرية البطالية _عاصمة دولة القرامطة) عشرين سنة إلى عام339هـ .
ملاحظة :
هذه الدولة انتهت سياسيا ، لكن هل انتهت فكريا ؟!